قالو اعتزلت الشعر قلت لم أجد
في الشعر غير البؤس والإضرار
قال الذي طاب الكلام بذكره
صلى عليه البحر والأنهار
ليملئن جوف ابن ادم قيحا
خير له من باقة الأشعار
هل بعد هذا القول ردا سادتي
من ذا يرد على النبي المختار
في صورة الشعراء ذم ربنا
من يسمعون الشعر والاحبار
هذا الذي يسمع تراه غاويا
ما بال قلي صاحب الأفكار
ترى لهم في كل واد صولة
لكائنهم فرسان اهل الدار
هاموا على بعض القلوب لضعفها
اغووهم ببضائع التجار
لكن بئس البيع ما باعوهم
سوق الكلام تجارة الفجار
إنا قد كتبت النثر لكن لم أكن
في الشعر طبالا ولا زمار
هي نعمة كنت أراها نقمة
لم يستقم بحري على البحار
من يفتخر لا يفتخر بكلامه
عاب الكلاب أحبتي التكرار
ان التفاخر لرجال مواقف
ليس بدندنة على الأخيار
استغفر الله لذنب قاتل
حين ارتدت لي نصائح الاشعار
لوكنت مكتمل المحاسن عابني
ان اتصفت بشاعر مغوار
ضبطت قولي بالقوافي جاهلا
ان القوافي من تجر العار
من قال بعد القول هذا قصيدة
اعلم بأنه جاهلا محتار
وقل له هذي نصيحة عالم
شيخ آلما بسائر الأخبار
خبر الحياة بطولها وبعرضها
شدا الرحال لسائر الأقطار
قد جرب الشعر وخاض بحوره
قاد المراكب فيه كل نهار
في الشعر تعرفه القوافي كلها
كالموج يعرف ساعة الإعصار
ظلما الطغاة العالمين بسيفهم
وانا ظلمت الكون بالاشعار
فليغفر الله الرحيم لتائب
ذنب تخاف لوطئه الأشرار
إني أتوب وأخرى القول لدي
بؤسا وسحقا لي الذي قد صار