بسم الله الرحمن الرحيم
إبراهيم المنذر : ولد في " المحيدثة " في لبنان عام 1875 ، وتوفي عام 1950 ، درس الحقوق والرياضيات على عدد من العلماء كما تعلم اللغات الفرنسية والانكليزية في احدي المدارس ، عمل في التعليم وفي المحاماة وفي القضاء ، كان عضواً في المجمع العلمي اللبناني وعضوا مراسلاً للمجمع العربي بدمشق ، انتخب نائبا لأربع دورات نيابية ، صدر له : " ديوان المنذر " .
القصيدة :
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقودِهِ كي ما ينالَ به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أمَّك يا فتى
ولكَ الجواهرُ والدراهمُ والدُّررْ
فمضى وأغمدَ خنجراً في صدرِها
والقلبَ أخرجَهُ وعاد على الأثرْ
لكنَّهُ من فرطِ سرعتِهِ هَوَى
فتدحرجَ القلبُ المقطَّعُ إذ عثرْ
نادهُ قلبُ الأمِّ وهْو مُعفّـرٌ
ولدي حبيبي هل أصابك من ضَرَرْ ؟
فدرى فظيعَ خيانةٍ لم يأتها
ولدٌ سواه منذ تاريخِ البشرْ
فارتدَّ نحوَ القلبِ يغسلُهُ بما
فاضت به عيناه من سيلِ العبرْ
ويقولُ يا قلبُ انتقمْ مني ولا
تَغْفِرْ فإنَّ جريمتى لا تُغتفرْ
واستلَّ خنجرَهُ ليطعنَ نفسَهُ
طعناً فيبقى عِبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأم كُفَّ يداً ولا
تذبحْ فؤادي مرتين على الأثرْ
قيل للسعادة: أين تسكنين؟
قالت: في قلوب الراضيين.
قيل: فبم تتغذين؟
قالت: بقوة إيمانهم.
قيل: فبم تدومين؟
قالت: بحسن تدبيرهم.
قيل: فبم تستجلبين؟
قالت: بعلم النفس أن لن يصيبها إلا ما كتب الله لها.
قيل: فبم ترحلين؟
قالت: بالطمع بعد القناعة،و بالحرص بعد السماحة، وبالهم بعد السرور ، و بالشك بعد اليقين.