الشيخ عبد القادر طاهيري
هو الغوث الاكبر الزاهد المجاهد مربي المريدين ، وقدوة السالكين الفقيه الصوفي الشيخ عبد القادر بن مصطفى طاهيري سليل الولي الصالح محمد بن صالح مؤسس الزاوية الرحمانية المشيد طريقها على الأخلاق المحمدية ببلدة الإدريسية مسقط رأسه - ولاية الجلفة -.
ولد سنة
1291هـ 1873م ،كان رضي الله عنه مثالا في النشاط لا يفترعن ذكرالله ولايرىإلاساعيافي مرضاة الله من أمر بمعروف أو نهي عن منكر،أو تدريس علم،أو إرشاد للخلق،وكان جديرا بما وصفه به أستاذنا الشيخ عطية بن مصطفى تلميذه الأكبر
-رحمه الله-بقوله في قصيدة سماها :"الدرة الثمينة في أوصاف مؤسس زاوية أزنينة " (1)يقول فيها :
العلم وصف لازم مع التقى ........ والأمروالنهي لوجه ذي البقا
والعفووالصفح الجميل منه ........ سجية لاترغبن عنــــه
والحزم والصدق وكتم السر ........ وبذل معروف وكف الشر
أمانة زهد رضـا و رأفـة .................. تواضـع تـورع وعـفة
مـحبة لـكل ذي ديانة .....................و بغض أهل اللهو والخيانة
لـطف ورفق ووفا تحمل .................. صـبـروشكررحمة تجمل
وهمة تعلـو الىسـواها ........................... مـن الـمكارم التى حواها
قرأ الفقه عن الشيخ ابن سعدحرفوش،وكذا عن الشيخ المختار بن علي القاضي ، وأخذ الطربق الخلوتية عن شيخه عطية بن احمد
بيض القول وأجازه فيها إجازة بمعناها المصطلح عليه وبشروطها المقررة عند رجال السندكما هو في المنظومة الرحمانية ، وذلك سنة :
20 ربيع الثاني 1327هـ
الموافق لسنة 1907م .
وانتفع به خلق كثير وتخرج من زاويته جمع كبير من حفظة القرآن الكريم والفقهاء ، و لولم يكن من بينهم إلا الأستاذ الشيخ عطية مسعودي الإمام الجليل بالجلفة - رحمه الله - لكفاه شرفا وفخرا على أنه كان في زمن قل فيه المساعد وانتشرت فيه المفاسد ولم توهن له يوما عزيمة في المصابرة والمثابرة والثبات على تغيير المنكر وردع الباطل ، وقد
كان يربي صغار الطلبة جسما وروحا فيكسوهم ويطعمهم ويعلمهم القرآن والعلم ويكرم قاصديه ويجود بما لديه ولا يدخر شيئا أبدا .
وقد ذكر الشيخ عطية تلميذه أبياتا من نظم ووزن الرحمانية وصف فيها شيخه ورجال السند قال فيها :
يامن رام أخذالتلقـين ................. وسـلوك أهـــل اليقين
خذ عن تـاج المتقـين ................... ذي الأخــلاق الـسنيا
عبـد القـادرالأصفى .................. يسـقيك الكـأس الأوفى
فـهوحقا يـا ألفا .........................جــاء بـالـرحـمانيا
شـيخ الـوقت المحقق ...................... بـدرالـديـن المتـسق
مـرشد الـخلق للحق ......................... و الأحـوال الـمرضـيا
عن عطـيه الإمــام ............................ نـخبـة الـغر الـكرام
مـن رقـى أعـلى ...................... مـقـام مــنحة إلاهيا
عـن شيـخه محمـد ...................... بـن بلقاسم ذي الـجد
عـن الـمختارالسيد ........................ حـاز فــضـلا سـاميا
عن علي بـن عمر .......................... الزاهــد الــمشتهر
عـن بـن عزوزالخير ........................ كـم لـه مــن مـزايا
عـن استـاذه المذكور ......................باش تـارزي ذي الـنـور
صاحب النظم المـشهـور .................... يسمى الرحمانيا . . . الخ . . .
وبإختصار فأعمال الشيخ عبد القادر التى كان يباشرها بنفسه يعجز عنها الكثير من الناس، بقي رضي الله عنه في المجاهدة مدة عمره الذي جاوز الخمسة والتسعين سنة ،حتى ختمت أنفاسه الطاهرة ليلة الإثنين صفر الخير 1387هـ -الموافق 15ماي 1967م . قدس الله روحه وسقي بغيث الرحمة ضريحه ، وقددفن ببلدة الإدريسية ، ويتبرك به ويزار وعلى قبره لوائح السر والأنوار .
- رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه -
مع تحيات بيض القول أحمد